⚠️ تنويه: محتوى هذه المدونة لا يناسب الأطفال، ويحتوي على قصص رعب وأحداث نفسية قد لا تكون ملائمة للجميع.

قصة Veronica الحقيقية: جلسة ويجا في مدريد انتهت بموت غامض وصدمة للشرطة

جلسة ويجا تنتهي بكارثة في مدريد 1991. قصة رعب مستواحاه عن احداث حقيقية وفاة فتاة مراهقة بأحداث خارقة وثّقتها الشرطة. تعرف على القصة الحقيقية التي ألهمت فيلم Veronica.


🟠 تنبيه هام:
تستند هذه القصة إلى أحداث حقيقية أو وقائع موثقة تم جمعها من مصادر مفتوحة.
بعض التفاصيل قد تكون مزعجة او غير مناسبة للبعض، خاصة الاطفال ومن يعانون من القلق أو الحساسية تجاه المواضيع الغامضة أو المأساوية.
نرجو المتابعة بحذر.


veronica true story madrid ouija 1991

في قلب مدريد عام 1991، وقعت واحدة من أغرب وأبشع الحوادث التي حيّرت الشرطة الإسبانية ولا تزال محل جدل حتى يومنا هذا. إنها القصة الحقيقية التي تقف وراء فيلم الرعب الشهير Veronica. القصة التي بدأت كلعبة مراهقين، وانتهت بكابوس خارق للطبيعة، وفتاة دفعت حياتها ثمناً لجلسة ويجا لم تنتهِ بشكل طبيعي.


إستيفانيا غوتيريز لازارو، فتاة مراهقة تبلغ من العمر 14 عامًا، كانت تعيش مع أسرتها في منطقة فاليكاس في مدريد. لم تكن مختلفة عن أقرانها في شيء، فتاة محبوبة، متفوقة في دراستها، ولم تكن تعاني من أي مشاكل صحية أو نفسية معروفة. ولكن، في ربيع عام 1991، شاركت مع مجموعة من زميلاتها في جلسة ويجا داخل مدرستها. كنّ يحاولن التواصل مع روح أحد أقارب إحدى الفتيات الذي توفي مؤخرًا. الجلسة بدت في البداية كنوع من الفضول واللعب، لكنها سرعان ما تحولت إلى لحظة مفصلية غيرت حياة إستيفانيا إلى الأبد.


في منتصف الجلسة، دخلت المعلمة الغرفة فجأة، فأصيبت الفتيات بالذعر، وسرعان ما تدخلت المعلمة وكَسرت اللوح الزجاجي بعنف، منهية الجلسة بطريقة مفاجئة وغير مكتملة. هذا الانقطاع المفاجئ هو ما يُقال عنه في عالم الأرواح بأنه يفتح الباب دون أن يُغلقه، وهو ما حدث تمامًا. منذ ذلك اليوم، بدأت إستيفانيا تشهد تغيرات غريبة ومخيفة. كانت تقول إنها ترى ظلالاً سوداء في غرفتها، تسمع أصواتاً تهمس باسمها، وتشعر أن شيئًا يراقبها باستمرار.


لم يمض وقت طويل حتى بدأت تتعرض لنوبات تشنج، وتتكلم أحيانًا بصوت ليس صوتها، وكأن شخصًا آخر يتحدث من داخلها. تحوّلت حياتها إلى سلسلة من الكوابيس اليومية. عائلتها بدأت تشعر بالذعر، وحاولت اللجوء للأطباء، لكن دون جدوى. كل الفحوصات الطبية جاءت طبيعية، وكل محاولات التشخيص باءت بالفشل. حالة إستيفانيا كانت تتدهور يومًا بعد يوم، ولم يكن هناك من يملك تفسيرًا لما يحدث.


في ليلة 13 يوليو من نفس العام، تعرضت إستيفانيا لنوبة شديدة وقوية أمام أعين والديها. تم استدعاء الإسعاف على الفور، لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة بعد فترة قصيرة في المستشفى. التقرير الرسمي لوفاتها كان صادمًا، حيث كتب الطبيب أن سبب الوفاة غير معروف. فتاة شابة، لا تعاني من مرض، تموت فجأة دون تفسير، في منتصف أحداث مرعبة لم تكن قد انتهت بعد.


لكن الجزء الأكثر رعبًا في القصة لم يبدأ إلا بعد وفاتها. فقد بدأت العائلة تعيش داخل دوامة من الرعب الحقيقي. ظهرت أصوات غريبة في المنزل، صراخ مجهول المصدر في منتصف الليل، أبواب تُفتح وتُغلق من تلقاء نفسها، وإطارات صور تغلفها بقع سوداء. الأكثر رعبًا هو ما قاله الأب والأم بأنهما شاهدا كيانًا مظلمًا يعبر الغرف، كأنه ظل سريع يتنقل، ويصدر صوت لهاث كثيف وعميق.


العائلة لم تعد تحتمل ما يحدث، فقررت اللجوء إلى الشرطة. وعندما حضرت الشرطة الإسبانية إلى منزلهم، لم تكن الزيارة تقليدية على الإطلاق. رجال الشرطة، المعروفون ببرودهم وحذرهم، خرجوا مرعوبين مما رأوه، بل إن أحد الضباط وثّق ما جرى في تقرير رسمي كتب فيه: "عند دخولنا المنزل، لاحظنا حركة غير مبررة للأشياء. باب خزانة يُفتح ويُغلق من تلقاء نفسه. بقعة سوداء غريبة ظهرت على طاولة بلا مصدر. أصوات همسات سُمعت من الزوايا، ولم نجد أي تفسير منطقي." كان هذا التقرير من المرات القليلة التي تسجّل فيها الشرطة الإسبانية حادثًا يُوصف بالخارق للطبيعة.


هذه الحادثة لفتت أنظار الإعلام المحلي في إسبانيا، وانتشرت قصتها في الصحف والبرامج الإذاعية، لكنها لم تُناقش على نطاق واسع دوليًا حتى سنوات لاحقة. بعض الصحفيين حاولوا مقابلة العائلة، لكن كثيرًا من التفاصيل بقي طيّ الكتمان. عائلة إستيفانيا أرادت أن تطوي صفحة الألم، لكن القصص التي رواها رجال الشرطة وبعض الجيران لم تترك مجالًا لنسيان ما جرى.


مع مرور الوقت، حاول بعض علماء النفس تحليل ما حدث. ظهرت فرضيات عن إمكانية أن تكون إستيفانيا تعاني من اضطراب نفسي حاد لم يُكتشف، أو أنها تأثرت بشكل بالغ بموت شخص مقرب من إحدى زميلاتها. لكن هذه التفسيرات لم تصمد طويلًا أمام الظواهر التي استمرت حتى بعد وفاتها. بعض المختصين تحدث عن "هستيريا جماعية"، خاصة أن الأسرة كانت تمر بظروف عاطفية ونفسية صعبة. ورغم ذلك، ظلت التقارير الرسمية، بما فيها شهادة الشرطة، تقف كعقبة أمام أي محاولة عقلانية لإغلاق القضية.


في عام 2017، قام المخرج الإسباني باكو بلازا بإنتاج فيلم Veronica، مستندًا بشكل مباشر إلى هذه القصة الحقيقية. وقد اختار أن يغيّر بعض التفاصيل لأسباب درامية، لكنه حافظ على جوهر القصة: مراهقة تستخدم ويجا، فتفتح بابًا مظلمًا يؤدي إلى أحداث مأساوية. الفيلم نال إشادة واسعة، وتصدّر قائمة أكثر الأفلام رعبًا على منصة نتفليكس لفترات طويلة. شاهد كثيرون الفيلم دون أن يعلموا أن قصته مستوحاة من أحداث موثقة وواقعية.


الفيلم جعل القصة تعود إلى السطح، وبدأ جمهور جديد يبحث عن حقيقة ما جرى. ظهرت تقارير جديدة، وبدأت مقابلات تُجرى مع ضباط الشرطة الذين حضروا الحادث، وكذلك مع صحفيين غطوا القصة في التسعينيات. وهكذا تحولت قضية إستيفانيا من مجرد حادثة منسية إلى واحدة من أشهر قصص الرعب الحقيقي في أوروبا.


والسؤال الذي لا يزال مطروحًا حتى اليوم: هل كانت إستيفانيا ضحية لقوة خارقة؟ أم أنها كانت تعاني من أزمة عقلية غير مفهومة؟ هل جلسات ويجا مجرد لعبة أم وسيلة حقيقية للتواصل مع عوالم خفية؟


قصتها أعادت فتح النقاش العالمي حول طبيعة الظواهر الخارقة، خاصة حين ترتبط بوفيات غير مفسرة، وتدخل الجهات الرسمية كجهات تحقيق. وربما هذا ما يجعل القصة أكثر تأثيرًا، لأنها لم تحدث في غابة نائية أو بين جماعة غامضة، بل في قلب مدينة حديثة، وفي منزل بسيط لعائلة عادية.


إستيفانيا غوتيريز لازارو لم تكن تبحث عن شهرة، ولم تكن تحاول خداع أحد. كانت مراهقة تمر بفضول طبيعي، لكن ما حدث بعدها تخطى كل التوقعات. حتى اليوم، لا توجد إجابة نهائية، ولا تزال قصتها تُروى كتحذير: بعض الأبواب، حين تُفتح، لا يمكن إغلاقها بسهولة.


وهكذا تبقى قصة Veronica، ليست مجرد فيلم ناجح، بل واحده من اقوى قصص الرعب المستوحاة عن احداث حقيقية ومرآة لقصة واقعية تقف على الحدود بين العلم والمجهول، بين الواقع والكوابيس. قصة تؤكد أن الحقيقة أحيانًا... أكثر رعبًا من الخيال.

شاركنا أفكارك وتجاربك في التعليقات أدناه. هل مررت بتجربة غريبة لا تجد لها تفسيرًا؟ وهل تعتقد أن جلسات الويجا قد تكون خطيرة حقًا؟ دعنا نسمع صوتك ونكشف المزيد عن هذه الظلال التي لا تزال تحوم حولنا.


ولمحبي قصص الرعب الحقيقية اختفاء اليسا لام في فندق سيسيل


المصادر والمراجع

الممر 404 اصوات خلف النص

مدونة الممر 404: اصوات خلف النص قصص رعب نفسي، كريبي باستا، وتجارب واقعية غامضة. استكشف عوالم الظلام، الهمسات، وأحداث لا تُروى في مكان واحد لعشاق الخوف الحقيقي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال

© جميع الحقوق محفوظة لمدونة الممر 404 - أصوات خلف النص