قصة رعب قصيرة عن طفل صغير يكتشف سرًا غامضًا داخل مصعد قديم في مبنى مرتفع… ما الذي ينتظره في الطابق الخامس والعشرين؟
![قصة رعب قصيرة: الطفل سامر والمصعد المسكون في الطابق الخامس والعشرين صورة [لمصعد مظلم] من قصة [قصص رعب قصيرة] بعنوان [قصة رعب قصيرة: الطفل سامر والمصعد المسكون في الطابق الخامس والعشرين] على موقع الممر 404 اصوات خلف النص haunted-elevator-story-floor-25](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhTF1r8AZTJ7mLW17SDlakJ_1lIKeTcUIcGkKV0uT5gX4k_h6Vb4bM_tMx6E-PmPhwhmExv_8-6VvFoB2t3KAIwiWQsl9Qr5MIJ0IlbY-f2idScarlUUBQj6mbM95nJ680vNfn_-6CXZiZ0PZ-BUUsbv_PZCkBo9fufzWt_8aujioAZqQS9noMsBebcBxz5/s16000-rw/haunted-elevator-story-floor-25.webp)
قصة رعب قصيرة: الطفل سامر والمصعد المسكون في الطابق الخامس والعشرين
بداية القصة :
في إحدى زوايا المدينة، حيث تُخفي المباني العتيقة أسرارها بين الجدران المتشققة والممرات المعتمة، انتقل سامر، الطفل الصغير، للعيش مع والديه في شقة جديدة. كانت تقع في الطابق الخامس والعشرين من مبنى سكني قديم، مغطى بالغبار ومليء بالهدوء الغريب، ذلك النوع من الصمت الذي يُخفي شيئًا غير مريح.
والده حصل على وظيفة جديدة في وسط المدينة، وكان الانتقال خطوة ضرورية. لم يكن سامر معارضًا للفكرة، لكنه لم يكن مرتاحًا أيضًا. ربما السبب هو شكل المبنى المهجور جزئيًا، أو صوت المصعد المعدني المزعج الذي يصدر أنينًا كلما تحرك.
كل مساء، بعد انتهاء يومه الدراسي، يعود سامر إلى المبنى ويضغط على زر المصعد ليصعد إلى الأعلى. الرحلة طويلة، لكن المفترض أن تكون بسيطة. ومع ذلك، وبعد أيام قليلة فقط من الانتقال، بدأ سامر يشعر بأن هناك شيئًا غريبًا يحدث كلما صعد وحده.
كان المصعد باردًا على نحو غير طبيعي، والهواء داخله ساكن لدرجة خانقة. لم يكن هناك أحد معه، لكنه شعر بأن هناك من يراقبه عن كثب. وتدريجيًا، بدأ يسمع همسات، تمتمات خافتة بالكاد تُسمع، وكأن أحدهم يتحدث من خلف الجدران.
ذات مساء، وبينما كان في طريقه إلى شقته، لمح مجموعة من الأولاد في سن المراهقة يقفون عند السلالم. كانوا يسكنون في نفس المبنى، لكنه لم يلتقِ بهم من قبل. لاحظ أنهم يتجنبون المصعد تمامًا، ويصعدون الدرج رغم طوله.
دفعه الفضول للاقتراب منهم وسألهم:
"لماذا لا تستخدمون المصعد؟"
نظر إليه أحدهم بجدية، وقال:
"لأننا نعرف ما الذي يسكن فيه..."
رفع حاجبيه بدهشة، فأجابه الآخر بصوت منخفض:
"هذا المصعد… مسكون. كلنا سمعنا أصواتًا، صراخ، آهات… ليالي كاملة من الرعب. وطفل صغير اختفى فيه قبل شهور. دخل ولم يخرج."
تسمر سامر مكانه، والغصة تخنق حلقه.
"اختفى؟"
هز أحدهم رأسه:
"لم يعثروا عليه أبدًا. الشرطة تقول إنه اختُطف. لكننا نعرف… أن المصعد هو السبب. لهذا لا نقترب منه وحدنا أبدًا."
عاد سامر إلى المنزل مرتبكًا ومذعورًا، وروى لأمه ما سمعه من الأولاد. لكنها ضحكت بهدوء، وأجابت بسخرية خفيفة:
"هذه خرافات أطفال. كل حي فيه قصة مصعد مسكون أو شقة مهجورة. لا تصدق هذا الهراء يا سامر."
لكنه لم يطمئن. الكلمات ظلّت تتردد في عقله، كأنها محفورة داخله. ومنذ تلك الليلة، أصبح يتجنب المصعد كلما استطاع. كان يصعد الدرج الطويل رغم التعب والإرهاق. لم يغامر أبدًا بالدخول إليه وحده، إلا عندما يكون برفقة والدته أو والده.
لكن في مساء معين، كان سامر قد تأخر في العودة من تدريب كرة القدم. ساقاه ثقيلتان، ووجهه مغطى بالعرق، وكل خلية في جسده تصرخ طلبًا للراحة. وعندما دخل البهو، تنفس الصعداء حين لمح والدته واقفة أمام المصعد، ظهرها إليه.
اقترب منها وهو يهمس:
"الحمد لله، كنت على وشك صعود الدرج كله…"
فتحت أبواب المصعد، فدخلت والدته أولًا، وتبعها سامر على الفور.
لكن في اللحظة التي أُغلقت فيها الأبواب خلفه…
انطفأ الضوء.
أصبح المصعد غارقًا في ظلام دامس، لا يُرى فيه شيء.
شعر سامر بتسارع أنفاسه، وقلبه يخفق بقوة.
وفجأة…
ضحكة خافتة خرجت من الزوايا…
ضحكة باردة، شريرة، لا تشبه ضحكة والدته.
تصاعدت شيئًا فشيئًا، حتى أصبحت قهقهة تمزق السكون.
"أمي… هل سمعتِ ذلك؟" همس بصوت مرتجف.
لم يأتِ أي رد.
"أمي؟!" اقترب وهو يحاول الإمساك بيدها.
لكنه سمع صوتًا…صوتًا عميقًا، غريبًا…
"هل تظن فعلًا… أنني والدتك؟"
---
وصل المصعد إلى الطابق الخامس والعشرين، لكن لم يُفتح الباب.
اختفى سامر. لم يره أحد بعدها.
الخاتمة :
هل كان ذلك الكيان داخل المصعد هو نفسه الذي أخذ الطفل الآخر؟
هل المصعد مجرد وسيلة للصعود… أم بوابة لعالم آخر؟
لو كنت مكان سامر، هل كنت ستخاطر باستخدام المصعد؟
أم كنت ستصعد الدرج مهما كان مرهقًا؟