تحتوي هذه القصة على مشاهد رعب نفسي، توتر عاطفي، وأفكار قد تكون غير مناسبة للاطفال ومزعجة للبعض.
إذا كنت تعاني من القلق أو اضطرابات نفسية، أو لا تفضل هذا النوع من المحتوى، يُرجى عدم المتابعة.
لكن في جانب آخر من حياة جنا، كانت هناك معاناة... لم تكن الفتاة الصغيرة جيدة في دراستها. كان مستواها متدنٍ في المواد الأساسية، وكثيرًا ما عادت إلى المنزل بعيون حزينة تحمل نتائج ضعيفة، فتجلس صامتة بين دماها، تبحث عن العزاء في عيون زجاجية لا ترد.
ذات مساء، قرر والداها أن يمنحاها حافزًا لتتحسن. قالا لها إن حصلت على درجات جيدة، سيأخذانها لشراء دمية جديدة من اختيارها، مهما بلغ ثمنها. ارتسمت ابتسامة نادرة على وجهها، وهزّت رأسها بعزم. في عينيها، كانت هذه المكافأة تساوي الدنيا كلها.
وبالفعل، بعد أسابيع من الجهد والمحاولات، تغيرت جنا. تحسّنت درجاتها بشكل مذهل. بطاقة تقريرها الجديدة كانت مليئة بالإشادة، وبدت الطفلة وكأنها زهرة فتحت أخيرًا في فصل الربيع.
في صباح اليوم التالي، اصطحبتها والدتها إلى المركز التجاري. كانت فرحتها لا توصف، وكان قلبها ينبض بالترقب. وبينما تمران بجانب متجر ألعاب مستعملة يبدو قديمًا ومهجورًا، توقفت جنا فجأة، شدّت يد أمها، وقالت ببراءة: "أريد أن أدخل هذا المتجر."
ترددت الأم للحظة. المتجر كان يعلوه الغبار، والنوافذ باهتة كأن الزمن نسيها، لكن نظرات ابنتها لم تترك لها خيارًا. دخلتا.
داخل المتجر، كان الجو مريبًا. رائحة العفن، أرفف مترهلة، وألعاب منسية تتراكم في زوايا مظلمة. ومع ذلك، لم تُظهر جنا أي خوف. كانت تمشي بثقة كأن شيئًا ما يناديها من الأعماق.
ثم فجأة توقفت عند أحد الرفوف العلوية. رف مغطى بالصناديق البالية والدمى القديمة. هناك، بين الظلال، كانت دمية مهرج تجلس بصمت… وكان مظهرها يبعث الرعب في النفوس.
شعرها أحمر كثيف يتدلى بشكل عشوائي، عيونها صفراء كعيني نمر جائع، وأنفها كبير ولامع. الابتسامة على وجهها لم تكن بريئة، بل خبيثة ومخيفة، كأنها تخفي خلفها لعنة حقيقية. وكان الأغرب من كل شيء… أن يدها كانت ترفع ثلاثة أصابع فقط.
صرخت جنا بحماس: "أمي! أريد هذه الدمية!"
شهقت الأم وقالت بقلق: "هذه دمية مرعبة يا جنا! إنها مخيفة جدًا، ولا تشبه باقي ألعابك."
لكن جنا كانت متشبثة بها وكأنها وجدت كنزًا. "أريدها… هذه هي هديتي."
بتردد، سحبت الأم الدمية وتوجهت بها إلى الرجل العجوز صاحب المتجر. وما إن رآها حتى تغير وجهه، ورفض بيعها.
قال بنبرة صارمة: "هذه الدمية ليست للبيع."
تجادلت معه الأم، عرضت عليه مالًا إضافيًا، ثم الضعف، ثم الضعف مرتين. كان يرفض في كل مرة، حتى بدأ التردد يظهر على ملامحه المتجعدة. وفي النهاية، أخذ النقود، لكنه قال وهو يسلمهم الدمية:
> "افعلوا ما تشاؤون، لكن لا تتركوا البنت وحدها مع الدمية... أبدًا."
لم تعبأ الأم بتحذيره. ظنت أنه مجرد رجل خَرِف، يتعامل مع ألعاب قديمة أكثر من تعامله مع الناس. خرجتا من المتجر، والفرحة تملأ قلب جنا.
في البيت، جلست جنا تلعب بالدمية طوال المساء. كانت تضحك وتحادثها كما تفعل دائمًا، لكن شيئًا ما كان مختلفًا. كانت تنظر في عيون الدمية كثيرًا… كأنها تسمع صوتًا بداخلها.
وفي لحظة صمت، التفتت لوالدتها وسألت: "أمي… لماذا ترفع الدمية ثلاثة أصابع؟"
أجابت الأم بهدوء، دون أن ترفع عينيها عن الهاتف: "ربما تصميم قديم… لا تفكري كثيرًا."
في تلك الليلة، وضعت جنا دمية المهرج على الرف الأعلى في غرفتها، بجانب بقية الدمى، ثم غطّت في النوم.
لكن النوم لم يكن رحيمًا تلك الليلة…
مع بزوغ الفجر، كانت الأم تعد الفطور كعادتها، ونادت على ابنتها. مرة… مرتين… ثلاث مرات. لا جواب.
صعدت الأم إلى الطابق العلوي، طرقت الباب بلطف… لا صوت. فتحت الباب، وإذا بالمشهد أمامها يجمد أنفاسها.
كانت جنا على الأرض… جثة هامدة وسط بركة من الدماء. عيناها مفتوحتان، ولكن بلا حياة. حلقها مقطوع بسكين حاد، وعيناها مفقوءتان. والمفاجأة القاتلة كانت أن السكين لا يزال مغروزًا في صدرها الصغير.
صرخت الأم، وركضت نحو طفلتها، لكن عينها وقعت على الدمية… دمية المهرج.
كانت جالسة على الرف، في نفس المكان. تنظر نحو الأم، لكن الآن، كانت ترفع أربعة أصابع.
---
🩸 هل كانت دمية المهرج مسكونة بلعنة شريرة؟
هل هي من قتلت جنا؟ أم أن هناك سرًا أعمق خلف تلك الأصابع المرفوعة؟
💬 شارك رأيك في التعليقات، وهل سبق أن شعرت بخوف غريب من لعبة طفولية؟
📖 إذا كنت من محبي هذا النوع من القصص، تصفح المزيد من قصص الرعب القصيرة التي تدمج الغموض والرعب في كل سطر.
🎃 ولا تفوّت قراءة قصة مرعبة أخرى بعنوان الكاميرا الرقمية.