قصة رعب غامضة قصيرة عن زوجين عاشا ليلة مأساوية غيّرت حياتهما إلى الأبد. ما الذي حدث بعد الحادث؟ اكتشف السر المظلم في قصة مشوّقة من قصص الرعب الغامضة تمزج بين الغموض والرعب النفسي.
في إحدى ضواحي المدينة الهادئة، حيث كانت الحياة تسير بوتيرة رتيبة، كانت تعيش فتاة شابة تبلغ من العمر عشرين عامًا مع زوجها الذي أحبّته بجنون. كانا حديثي الزواج، وكانت علاقتهما أشبه بالحلم. كل من يعرفهما كان يراهما زوجين مثاليين، يضحكان معًا، يتشاركان أحلامهما، ولا يكاد يمر يوم دون أن يتبادلا كلمات الحب والتقدير. كانت الفتاة تقول دومًا لزوجها: "أنا لا أستطيع العيش بدونك، إن رحلت، سأرحل معك". وكان هو يضمها إلى صدره ويجيب: "وأنا كذلك، لا تتخلي عني أبدًا".
كانت الحياة بالنسبة لهما مليئة بالدفء والسكينة. لم تكن بينهما مشكلات تُذكر، وكان كل منهما يشعر وكأنه وجد نصفه الآخر أخيرًا. مرت الأيام، وتحولت مشاعرهما إلى شيء أعمق من الحب، أشبه بالتعلق الروحي، كأنهما روح واحدة في جسدين.
وفي إحدى الليالي، تلقيا دعوة من صديق قديم للاحتفال بعيد ميلاده. لم يترددا في الذهاب، فقد كانا يشتاقان إلى بعض الترفيه بعد أسبوع طويل من العمل والروتين. ارتدت الفتاة فستانًا أحمر لامعًا زادها جمالًا، وكان هو أنيقًا كما اعتاد، وعندما نظرت إليه بابتسامتها المعتادة، قال مازحًا: "سنكون أكثر زوجين لفتًا للأنظار الليلة". ضحكت، وخرجا معًا وهما لا يعلمان أن هذه الليلة ستكون نقطة تحوّل في حياتهما.
امتد الحفل حتى ساعات متأخرة من الليل، وكان الضحك والمرح يعم المكان. لكن حين حل منتصف الليل، قررا العودة إلى المنزل، وقد بدا عليهما التعب. وبينما كانا يسلكان طريق العودة، اختارا اختصار الطريق عبر ممر ضيق تحيط به الأشجار من الجانبين. كان الطريق غير مضاء بشكل جيد، لكنهما اعتادا على المرور به.
ولأن الساعة كانت متأخرة والطريق خالٍ تمامًا، ضغط الزوج على دواسة السرعة، راغبًا في الوصول إلى سريرهما سريعًا. وبينما كانت السيارة تنطلق بسرعة هائلة وسط صمت الليل، لم يلاحظا ذلك المنعطف الحاد. وفجأة...
صوت الفرامل... صراخ... ثم صمت مطبق.
في صباح اليوم التالي، استيقظت الفتاة وهي في سريرها، فتحت عينيها ببطء وكأنها خرجت من كابوس غريب. إلى جانبها، كان زوجها مستيقظًا أيضًا. لم يتبادلا الكلام. بدا الأمر غريبًا، فهما لم يعتادا الصمت. تجاهل كل منهما الآخر بطريقة لم تحدث من قبل. شعرت الفتاة ببرود مفاجئ في العلاقة، وكأن شيئًا ما تغير، شيء لم تستطع وصفه بالكلمات.
مر اليوم ببطء، وكلما حاول أحدهما الحديث، بدا وكأن الآخر لا يسمعه جيدًا. لم يكن هناك شجار أو صراخ، بل كان هناك شيء أعمق: انقطاع غير مبرر في التواصل الروحي بينهما. كانا في المنزل نفسه، لكن كل واحد منهما يشعر وكأنه يعيش في بُعد مختلف.
وفي المساء، جلسا معًا يشاهدان التلفاز في غرفة المعيشة. لم ينبس أحدهما ببنت شفة، فقط شاشة التلفاز تضيء الغرفة بألوانها. وفجأة، قُطع البرنامج ليظهر خبر عاجل: "حادث سيارة مروع وقع في ساعات الفجر الأولى من هذا اليوم، وتسبب في وفاة شخص وإصابة آخر بإصابات بليغة".
تابعا الخبر، دون أن يوليا الأمر اهتمامًا كبيرًا في البداية. لكن حين عرضت الشاشة صور الضحايا، تجمدت الدماء في عروقهما. كانت الصورة الأولى لفتاة في العشرين من عمرها، بملامح مألوفة بشكل مرعب... إنها هي. والصورة الثانية كانت لرجل، بنفس الملامح التي تعرفها جيدًا... إنه زوجها.
تبادلا النظر، كانت الصدمة واضحة في أعينهما. كيف يكونان هنا في المنزل بينما ظهرا في تقرير إخباري عن حادث مميت؟
أعاد المذيع الخبر بتفاصيله: "تم نقل المصاب إلى المستشفى، لكنه كان في غيبوبة عميقة، أما الآخر فقد توفي في مكان الحادث فورًا".
لم يُذكر اسم من توفي، ولم يتم تحديد من بقي على قيد الحياة. فقط صور، وحديث عن جثة وحيدة وناجٍ يصارع الموت.
بدأ كل منهما ينظر للآخر بريبة. من منّا الحقيقي؟ من لا يزال حيًا؟ ومن هو... الشبح؟
بدأت الذكريات تعود تدريجيًا، لكنها مشوشة. لم يعد أي منهما قادرًا على تذكّر ما حدث بعد صوت الفرامل القوي. لم يكن هناك ألم، ولا دماء، فقط ضوء أبيض قوي... وصمت.
ومنذ تلك الليلة، لم يعد أحد منهما كما كان. أصبح التواصل شبه معدوم. لا أحد يعرف الحقيقة. حتى الآن، السؤال ما يزال معلّقًا، بلا إجابة واضحة.
من هو الشبح؟ ومن هو الناجي؟
هل كانت حياتهما المثالية مجرد وهم؟ أم أن الموت اختطف أحدهما وترك الآخر يعيش في حالة من الهلوسة الممزوجة بالحب والذكريات؟
هكذا تنتهي القصة، ولكن الرعب الحقيقي يبدأ عندما تنظر إلى الشخص الذي تحب، وتتساءل...
هل هو حقًا ما يزال حيًا؟ أم أنك تعيش مع شبح يتشبث بذكراك؟
إذا كنت في مكان هذه الفتاة أو هذا الشاب، ماذا كنت ستفعل؟
هل كنت ستبحث عن الحقيقة؟ أم تفضل أن تعيش في الوهم حتى لا تتألم؟
اكتب لنا في التعليقات رأيك: من برأيك كان الشبح؟ وهل تعتقد أن الحب قد يبقي الأرواح معلقة؟
وللمزيد من قصص الرعب الغامضة المشابهة ٧ : قصة رعب عن اختفاء مراهقين في مبنى مسكون