لغز كريس وليزان: قصة حقيقية لشابتان اختفتا بغموض في غابات بنما أدلة مرعبة، محاولات اتصال غريبة، وصور حيرت المحققين. هل هو حادث أم جريمة؟
لغز كريس وليزان: اختفاء في قلب غابات بنما المظلمة
تظل بعض القصص محفورة في ذاكرة البشرية، لا لروعتها فحسب، بل لغموضها المطلق الذي يلقي بظلاله على كل محاولة لفهمها. قصة اختفاء الشابتين الهولنديتين، كريس كرامرز وليزان فرون، في غابات بنما الكثيفة عام 2014، هي واحدة من تلك الألغاز التي تتشابك فيها الخيوط، تاركة وراءها أسئلة بلا إجابات وأهالي يتوقون للحقيقة. إنها حكايةٌ بدأت بحلم المغامرة وانتهت بكابوس من الغموض، قصةٌ عجزت فيها قوى الأمن عن فك شيفرتها، وبقيت تفاصيلها المأساوية محط جدل وتكهنات. فماذا حدث بالفعل في أعماق تلك الغابة التي ابتلعت فتاتين في ريعان شبابهما؟
بداية رحلة لم تكتمل: الحلم البنمي يتحول إلى كابوس
تُستهل أحداث هذه القصة المأساوية بشابتين هولنديتين طموحتين ومليئتين بالحياة: كريس كرامرز، البالغة من العمر 22 عامًا، وصديقتها المقربة ليزان فرون، البالغة 21 عامًا. كلتاهما كانتا طالبات مجتهدات، وكريس كانت تدرس علم النفس في جامعة أوتريخت، بينما كانت ليزان تدرس التربية الخاصة في جامعة أمستردام. بعد أشهر من التخطيط الدقيق، وتوفير المال من خلال العمل في مطعم، قررتا مكافأة أنفسهما برحلة تطوعية ومغامرة إلى بنما في أمريكا الوسطى. كانت هذه التجربة تتويجًا لجهودهما الأكاديمية وبداية لمغامراتهما القادمة، لكن لم تكونا تدركان أن هذه الرحلة، التي انطلقت بشغف وحماس، ستكون الأولى والأخيرة لهم
فور وصولهما إلى بنما في 15 مارس 2014، اتخذت كريس وليزان قرارًا غير تقليدي؛ فبدلاً من الإقامة في فندق، اختارتا الانغماس في الثقافة المحلية والعيش مع عائلة مضيفة في بلدة بواكيتي الجبلية، بهدف تعلم اللغة الإسبانية والمساهمة في المجتمع المحلي. كان حماسهما واضحًا؛ فقد سجّلتا في دورة لغة إسبانية، وخططتا للعمل التطوعي مع الأطفال، مما عكس طبيعتهما الطيبة وحبهما للمغامرة والتواصل الثقافي.
مع اقتراب موعد بدء دروس اللغة الإسبانية بأسبوع واحد، وتحديدًا في 1 أبريل 2014، قررت الفتاتان استغلال الوقت المتبقي في رحلة استكشافية عبر مسار المشي الشهير المعروف باسم "إل بيانو دي كولاريس" (El Pianista trail)، وهو مسار جبلي يشتهر بجماله الطبيعي الخلاب ومناظره البانورامية. انطلقت كريس وليزان برفقة كلب العائلة، بهدف الوصول إلى نقطة مراقبة والعودة قبل غروب الشمس. لكن ما حدث هو أنهما تعمقتا في الغابة أكثر مما كانتا تتوقعان، وتجاوزتا نقطة التحول المعتادة في المسار، مستكشفتين دروبها المتشابكة، غافلتين عن الوقت الذي كان يمر بسرعة.
مع حلول الليل، عاد الكلب إلى المنزل وحده، تاركًا العائلة المضيفة في حالة من الذهول والقلق. حاولت العائلة الاتصال بالفتاتين مرارًا وتكرارًا، لكن دون جدوى؛ فكانت هواتفهما إما مغلقة أو خارج نطاق التغطية. سارعت العائلة بإبلاغ الشرطة، كونهما مسؤولين عن سلامة الفتاتين. لكن للأسف، لم تبدأ الشرطة عمليات البحث بجدية إلا بعد أربعة أيام من البلاغ، وتحديدًا في 5 أبريل، وهو تأخيرٌ أثار انتقادات واسعة وعمّق الشكوك حول اهتمام السلطات بالقضية في بدايتها، وخصوصًا مع اقتراب موسم الأمطار في بنما، مما جعل ظروف البحث أكثر صعوبة.
بحث يائس وشهادات غامضة: خيوط متناثرة في الغابة
على الرغم من التباطؤ الأولي للشرطة، أظهر السكان المحليون والمتطوعون اهتمامًا كبيرًا بالقضية. بدأت فرق كبيرة من المتطوعين، بما في ذلك أفراد العائلة المضيفة ومرشدو الغابة المحليون، عمليات بحث مكثفة داخل الغابة، ولكن دون أي تقدم يذكر. في غمرة هذه الجهود، ظهرت شهادة أحد الشهود، وهو سائق تاكسي، الذي زعم رؤية الفتاتين تتناولان الطعام مع شابين محليين في مطعم قريب من بواكيتي في اليوم السابق لاختفائهما. حاولت الشرطة التحقق من هذه الشهادة وتحديد هوية الشابين، لكنها لم تتمكن من الوصول إليهما، أو كما صرحت لاحقًا، "لا يوجد احتمال كبير أن يكون لهما علاقة باختفاء الفتاتين". هذا التصريح أثار المزيد من التساؤلات حول مدى جدية التحقيق وما إذا كانت الشرطة قد استبعدت احتمالات مبكرًا.
مع تزايد الضغوط من عائلتي الفتاتين، الذين وصلا إلى بنما من هولندا، حشدت الشرطة فرقًا كبيرة مدعومة بالطائرات والكلاب البوليسية لتمشيط الغابة بالكامل. حتى سكان المناطق المجاورة انضموا إلى جهود البحث، وتبرع أهالي الفتاتين بمكافأة قدرها 30 ألف دولار أمريكي لمن يعثر عليهما أو على أي معلومات تؤدي إلى العثور عليهما. لكن رغم كل هذه الجهود المكثفة، لم يظهر أي دليل قاطع على مصير الفتاتين. بدأت الشكوك تتجه نحو احتمال ضياعهما في الغابة الشاسعة والوعرة، ولكن بعد كل هذه المحاولات الدقيقة للبحث، بدأ الجو المحيط بالقضية يصبح أكثر رعبًا. مرت ثلاثة أشهر على اختفاء الفتاتين دون أي أخبار، وتفاقم خوف الأهالي الذين باتوا يتساءلون بيأس: أين هما؟ ماذا حدث لهما؟ هل ما زالتا على قيد الحياة؟ كانت حالة من اليأس تخيم على الجميع.
حقيبة الظهر: خيط أمل أم لغز جديد؟ تفاصيل مثيرة للريبة
في يوم 19 يونيو 2014، أي بعد أكثر من شهرين ونصف على اختفائهما، وبينما كانت امرأة تنتمي إلى قبيلة نغوبي المحلية تغتسل في نهر "كوليبرا" (Culbre) البعيد، لفت انتباهها حقيبة ظهر زرقاء. على الفور، راودها الشك بأنها قد تعود إلى إحدى الفتاتين المفقودتين، خاصة وأن قصتهما كانت متداولة بشكل واسع في المنطقة. عندما أبلغت المرأة الشرطة، تم التأكد بالفعل من أن الحقيبة تعود لكريس وليزان. بدأ تفتيش الحقيبة بحذر شديد، لتكشف عن محتويات زادت من غموض القضية بدلاً من حلها.
عُثر داخل الحقيبة على هاتفي ليزان (سامسونج جالاكسي إس 3) وكريس (آيفون 4)، ونظارات شمسية، وجوازات سفر الفتاتين، ومحفظة نقدية تحتوي على بعض الدولارات، وزجاجة ماء، وبعض الملابس، بالإضافة إلى كاميرتهما الخاصة كانون باور شوت SX270 HS. ما أثار الدهشة هو أن جميع الأغراض كانت مرتبة بشكل جيد وجافة تمامًا، على الرغم من مرور أكثر من شهرين على الحادثة وتوقع تعرضها للرطوبة والعوامل الجوية في غابة بنما الممطرة. الأكثر غرابة هو ما ذكرته المرأة التي عثرت على الحقيبة، حيث أكدت أنها كانت في نفس المكان في اليوم السابق ولم تكن الحقيبة موجودة! هذا التناقض أثار العديد من التساؤلات: هل كانت الحقيبة مخبأة عمدًا وتم وضعها في ذلك المكان مؤخرًا؟ هل كانت الفتاتان على قيد الحياة طوال هذه الفترة، وهل هناك من وضع الحقيبة هناك عمدًا؟
أخذت الشرطة تحلل المعطيات، وتكهنت بأن الفتاتين ربما كانتا على قيد الحياة، أو على الأقل قريبتين من المنطقة التي عُثر فيها على الحقيبة. مع وجود الحقيبة بين أيديهم، بدأت عمليات فحص دقيقة للهواتف والكاميرا، ولكن ما وجدوه كان صادمًا، بل ومخيفًا، وغير مسبوق في تحليل حالات الاختفاء.
محاولات يائسة واتصالات بلا ردود: صرخات في الظلام
عند فحص سجلات المكالمات في الهواتف، كشفت الشرطة عن محاولات متكررة من الفتاتين للاتصال بالطوارئ. بدأت أولى هذه المحاولات في 1 أبريل 2014، الساعة 4:39 مساءً من هاتف ليزان، تلتها محاولة من هاتف كريس في الساعة 4:51 مساءً. هذا يدل على أن شيئًا غريبًا قد حدث معهما منذ البداية، بعد ساعات قليلة من انطلاقهما في المسار. على مدى ستة أيام، من 1 أبريل إلى 6 أبريل، استمرت محاولات الاتصال على أرقام الطوارئ الأمريكية (911) والهولندية (112)، لكن دون أي استجابة. لم تتلق الشرطة أي من هذه المكالمات، على الأرجح بسبب عدم وجود تغطية للشبكة في أعماق الغابة.
توزعت محاولات الاتصال على النحو التالي:
* 1 أبريل: 112 (ليزان)، 911 (كريس)
* 2 أبريل: 112 (ليزان)، 911 (كريس)
* 3 أبريل: 112 (ليزان)، 911 (كريس)
* 4 أبريل: 112 (ليزان)، 911 (كريس)
* 5 أبريل: 112 (ليزان)، 911 (كريس) - يُلاحظ أن هذا هو اليوم الذي بدأت فيه الشرطة عمليات البحث الأولية.
* 6 أبريل: 112 (ليزان)، 911 (كريس)
![]() |
لاحظ المحققون أيضًا أن الفتاتين حاولتا إغلاق الهواتف وإعادة تشغيلها عدة مرات. اعتقدت الشرطة أن الهدف من ذلك كان محاولة الحفاظ على بطارية الهاتف، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل بسبب ضعف الإشارة أو انعدامها. المثير للرعب هو النشاط الأخير للهاتفين: ففي 7 أبريل، أي بعد ستة أيام من الاختفاء، كان هناك 77 محاولة فاشلة لإدخال الرقم السري لهاتف كريس. من المؤكد أن كريس تعرف رقمها السري جيدًا، مما دفع الشرطة إلى الاستنتاج بأن شخصًا غريبًا حاول فتح هاتفها 77 مرة وفشل في ذلك. هذا الدليل يشير بقوة إلى وجود طرف ثالث متورط في القضية، وربما كان هذا الشخص يحاول الوصول إلى محتويات الهاتف لسبب ما.
صور غامضة وحقيقة محذوفة: رسائل بصرية من المجهول
بعد ذلك، انتقل التركيز إلى الكاميرا الخاصة بالفتاتين، وهي كاميرا رقمية من طراز كانون باور شوت SX270 HS. ما اكتشفوه كان سلسلة من 90 صورة غامضة، بعضها وصف بأنه "جنوني نوعًا ما" ويثير القشعريرة. في البداية، كانت الصور طبيعية، تظهر الفتاتين تستمتعان بوقتهما في الغابة، وصور سيلفي تعكس روح المغامرة لديهما، التقطت في 1 أبريل أثناء تتبعهما للمسار.
لكن بعدها، وتحديدًا في الفترة ما بين 8 أبريل و10 أبريل، بدأت الكاميرا تلتقط صورًا لظلام دامس لا معنى لها، صورًا سوداء تمامًا تقريبًا، التقطت في عمق الغابة وفي الليل. معظم الصور سوداء. بعضها يظهر لقطات عشوائية باستخدام الفلاش: كومة من التراب، صخرة عليها أكياس بلاستيكية وعيدان، الجزء الخلفي من رأس كريس مع شعر مبلل أو ملطخ بشيء ما. الصور ملتقطة من زوايا غريبة، وكأن الكاميرا كانت موجهة بشكل عشوائي. من بين الصور الغريبة التي لفتت انتباه الشرطة، كانت هناك صورة لغصن شجرة وعليه كيسان بلاستيكيان، ولم يتم التعرف على هذا المكان في الغابة بسهولة. فسر البعض هذه الصور العشوائية بأنها محاولة من الفتاتين للإضاءة باستخدام فلاش الكاميرا في الظلام الدامس للحفاظ على شحن هواتفهما وتوجيه ضوء في محيطهن المظلم. بينما رأى آخرون احتمالًا كبيرًا بأن شخصًا ما كان يلاحقهما، مما دفعهما إلى التقاط الصور بشكل متكرر، ربما لمحاولة توثيق أي شيء يظهر في الظلام أو لإخافة المجهول.
![]() |
![]() |
صورة لغصن شجرة وعليه كيسان بلاستيكيان |
![]() |
![]() |
شعر احدى الفتاتين |
![]() |
ركزوا على هذه الصورة بعد ان تم عمل زوم عليها يظهر وجه👇🏻 |
![]() |
![]() |
في محاولة لفهم مسار الفتاتين، تطوع اثنان من المستكشفين ومرشد محلي بالقيام بنفس الرحلة، متبعين الصور الطبيعية الملتقطة من الكاميرا. لاحظوا أن الفتاتين تعمقتا في الغابة إلى نقطة خطيرة حيث توجد لوحات تحذيرية صريحة تقول: "نهاية الطريق، لا تمر، لا تعود" (Fin del Sendero, No Pasar, No Regresar). هذه اللوحات وُضعت بعد يوم واحد من اختفاء الفتاتين، مما يعني أنهما لم تكونا على علم بالخطر الكامن خلفها.
ماذا يوجد خلف هذه اللوحات التحذيرية؟ يوجد نهر، وفوق النهر جسر بدائي مصنوع من الحبال الموضوعة يدويًا، وليس من قبل الحكومة أو أي جهة رسمية، وهو جسر خطير للغاية وغير آمن. حلل البعض أنه من الممكن أن الفتاتين قد عبرتا هذا الجسر الخطير وسقطتا في النهر، وجرفهما التيار. لكن هذا التفسير يتعارض مع لغز الحقيبة التي عثرت عليها المرأة في حالة جيدة تمامًا، جافة وخالية من أي آثار للماء، مما ينفي فرضية السقوط في النهر بشكل يفسر جفاف الحقيبة.
اكتشافات مروعة ونظريات صادمة: الحقيقة المبتورة
بعد اكتشاف الحقيبة، كثفت الشرطة عمليات البحث في الأماكن الواقعة بعد منطقة الخطر، وبالتحديد بالقرب من نهر كوليبرا. ما عثروا عليه كان مروعًا وغريبًا للغاية. عُثر على جينز كريس، وكان ممزقًا ومطويًا بطريقة منظمة جدًا، مما يشير إلى أن من عثر عليه قام بتمزيقه وطيه بدقة، وليس نتيجة تمزق طبيعي في الغابة. استمرت الشرطة في البحث حتى عثرت على بقايا عظام متفرقة على طول النهر، بالإضافة إلى حذاء ليزان (المميز بلونه الأزرق)، وحذاء آخر يعتقد أنه لكريس. هذه البقايا تم العثور عليها على مسافات بعيدة من بعضها البعض، مما زاد من الغموض.
![]() |
حذاء ليزان الازرق |
عند فحص العظام، كشفت التحاليل أنها كانت تخص الفتاتين، وأن بعضها أظهرت علامات تبييض، ربما بسبب التعرض للشمس أو للمواد الكيميائية أو حتى لعملية طبيعية بعد الموت. كما أظهرت بعضها علامات تلف لا تتوافق مع افتراس الحيوانات وحده، مما دفع المحققين إلى التفكير في احتمالات أخرى. الغريب في الأمر أن العظام التي عُثر عليها لم تكن كاملة، بل كانت أجزاء متفرقة، مما جعل تحديد سبب الوفاة وتفاصيل الحادثة أكثر صعوبة.
هذه الاكتشافات أثارت المزيد من التساؤلات والنظريات:
- * نظرية الحادث والتيه: تقول هذه النظرية إن الفتاتين ضلتا طريقهما في الغابة بعد تجاوز المسار المحدد، وسقطتا في منطقة وعرة أو في النهر. قد تكون الإصابات أو الإرهاق أو نقص الطعام والماء قد أودى بحياتهما. ثم قامت الحيوانات المفترسة بتفريق بقاياهما. ومع ذلك، لا تفسر هذه النظرية سبب جفاف الحقيبة وسلامة محتوياتها، ولا محاولات فتح الهاتف 77 مرة، ولا سبب حذف الصورة الغامضة.
- * نظرية التدخل البشري (الجريمة): تشير هذه النظرية إلى أن الفتاتين تعرضتا لهجوم أو خطف من قبل طرف ثالث. هذا يفسر محاولات فتح الهاتف، وحالة الجينز الممزق والمطوي، ووجود البقايا البشرية المتفرقة. قد يكون المهاجمون قد تخلصوا من الجثث بطرق مختلفة لإخفاء الأدلة. ومع ذلك، إذا تعرضتا للخطف، فلماذا ترك الخاطفون هواتفهما وكاميرتهما سليمة في حقيبة؟ ولماذا لم تظهر أي علامات صراع واضحة على الحقيبة أو بقايا الملابس؟ كما أنه لم يتم العثور على أي أدلة قاطعة على وجود جريمة مثل آثار دماء أو عنف.
- * نظرية التضحية الطقسية/الغريبة: هذه النظرية، التي تعتبر أكثر إثارة للجدل، تشير إلى أن الفتاتين ربما وقعتا ضحية لطقوس غامضة أو تضحية بشرية. تدعم هذه النظرية بعض السكان المحليين الذين يؤمنون بوجود طقوس غريبة في عمق الغابات. قد يفسر هذا هروب الكلب وحده، وحالة العظام، وربما حذف الصورة الغامضة إذا كانت توثق شيئًا من هذا القبيل. ومع ذلك، لا يوجد دليل مادي قاطع يدعم هذه النظرية، وتعتبرها السلطات مجرد تكهنات.
- * نظرية الحيوانات المفترسة الشديدة: تفترض هذه النظرية أن الفتاتين قد لقيتا حتفهما بسبب هجوم حيوانات مفترسة قوية، مثل اليغوار أو غيرها من الحيوانات الكبيرة الموجودة في الغابة. قد تفسر هذه النظرية تفرق العظام وتمزق الملابس. لكنها لا تفسر أيضًا حالة الحقيبة، ولا استخدام الهواتف والكاميرا في الأيام التالية للاختفاء.
الشرطة البنمية، بعد سنوات من التحقيق، أغلقت القضية في عام 2017، وخلصت إلى أن الفتاتين قد لقيتا حتفهما نتيجة حادث عرضي في الغابة، ربما بسبب السقوط أو الضياع، وأن الحيوانات المفترسة والعوامل الطبيعية هي التي أدت إلى تفرق بقاياهما. ومع ذلك، رفضت عائلات الفتاتين هذا الاستنتاج، وطالبوا بإعادة فتح التحقيق، مشيرين إلى العديد من التناقضات والأدلة التي لم يتم تفسيرها بشكل كامل، مثل سجلات الهواتف، والصورة المحذوفة، وحالة الحقيبة.
خاتمة:
إلى يومنا هذا، تظل قصة اختفاء كريس وليزان واحدة من أكثر ألغاز الاختفاء إثارة للحيرة في العالم. لم تتمكن الشرطة ولا المحققون من الوصول إلى إجابة شافية لما حدث بالفعل، مما يترك العائلات في حالة من الحزن الدائم والبحث عن الحقيقة. هل كانتا ضحية لحادث مأساوي في الغابة؟ هل تعرضتا لاعتداء أو خطف؟ أم أن هناك قوة أكثر ظلامًا كانت وراء هذه المأساة؟ تبقى هذه الأسئلة معلقة في الهواء، لتذكرنا بأن الطبيعة، بكل جمالها، يمكن أن تخفي في طياتها أسرارًا لا يدركها العقل البشري، وأن بعض الألغاز قد لا تجد حلاً أبدًا، تاركةً وراءها فقط صدى محاولات يائسة وتكهنات لا تنتهي. هل سيأتي يوم تكشف فيه أسرار غابة بنما عن مصير كريس وليزان؟
📂اكتشف ايضا المزيد من قصص الرعب الحقيقية:
منزل أميتيفيل: القصة الحقيقية وراء أكثر بيت مسكون في أمريكا
اختفاء إليسا لام في فندق سيسيل: القصة الحقيقية التي تحولت إلى لغز مرعب