لعنة الطلسم واختفاء الروح: أربعة أيام من السحر الأسود

لعنة الطلسم واختفاء الروح: قصة رعب عن السحر الأسود، الغيرة القاتلة، والحنّاء المسكونة. أربعة أيام فقط كانت كافية لتغيير المصير. اكتشف أسرار الطلاسم والمرآة المسكونة في هذه القصة النفسية المظلمة.

صورة [ليد بها نقش غريب] من قصة [قصص رعب نفسي] بعنوان [لعنة الطلسم واختفاء الروح: أربعة أيام من السحر الأسود] على موقع الممر 404 اصوات خلف النص henna-curse-black-magic-story


لعنة الطلسم واختفاء الروح: أربعة أيام من السحر الأسود

في عالم السحر الأسود والطلاسم الغامضة، تختلط الحقيقة بالخيال، ويصبح كل شيء ممكنًا — حتى فقدان الروح نفسها.
هذه القصة تكشف الستار عن تجربة مرعبة عاشتها فتاة خلال أربعة أيام مظلمة، عُلّقت فيها بين الحياة والموت، بعد أن وقعت ضحية لعنة طلسِم شيطاني.
إذا كنت من عشّاق قصص السحر واللعنات، فاستعد للدخول إلى أعماق الظلام حيث لا مجال للمنطق... فقط الخوف، والجن، والظلال التي لا تُرى.

بداية القصة :

كانت أنفاسي تتسارع، وقلبي يدق في صدري كطبل حرب، مع كل نبضة شعرت بها وكأن هناك شيئًا غريبًا يتحرك في عروقي. أربعة أيام فقط تفصلني عن يوم زفافي، والآن أجد نفسي عالقة في كابوس مفتوح العينين. أرسلت الصورة لياسين، صورة عيني التي تحولت إلى مشهد مرعب. الأوردة، لم تعد مجرد خطوط دقيقة، بل بدت وكأنها تتدفق خارج محيط العين، بلون أسود قاتم، كثيف، وكأنها لا تحمل دماءً بل شيئًا آخر، شيئًا مظلمًا ونبضًا غريبًا يتجاوز نطاق الجسد البشري. شعرت بحرقة لاذعة في جفني، وكأن جمرًا خفيًا يستقر تحته، يدفعه شيء ما ليخرج من داخلي، وكأن روحي تحاول الهروب من سجن جسدي المتغير.

كتبت إليه، متجاهلة كل الشكوك التي تآكلني، كل الخوف الذي يضغط على صدري: "ياسين، منذ أن رسمت رغد الحنّاء على يدي، بدأت هذه التغيرات المخيفة… وعيني تتحول إلى شيء لا أعرفه. لم يتبقَ على زفافنا سوى أربعة أيام… ماذا أفعل؟ ماذا يحدث لي؟" أرسلت الرسالة وأنا أرتجف، يدي لم تعد تثبت على الهاتف، لكن رده جاء باردًا، غريبًا، وكأنه لا يرى حجم الكارثة التي أعيشها: "لا تبالغي، كل شيء سيكون بخير. رغد قالت إن الأمر طبيعي، وهي ستتكفل بكل شيء."

وقفتُ مصدومة، الكلمات تلاشت من فمي. كيف علمت رغد؟ أنا لم أخبرها بشيء، لم أتحدث معها، ولا حتى تلميحًا! كتبت بسرعة، أصابعي ترتعش فوق لوحة المفاتيح: "ولكنني لم أُخبرها!" تأخر رده هذه المرة، بدا وكأنه يزن كلماته بعناية قبل أن يكتب: "ربما توقعت أنك ستفعلين. على كل حال، شكلك لا يزال طبيعيًا." لكنني لم أكن طبيعية، ولم أكن أتوهم. كانت أنفاسي ثقيلة، وكأن الهواء يرفض الدخول إلى رئتي. قلبي ينبض بنمط غير مألوف، سريعًا تارة، وبطيئًا بشكل مخيف تارة أخرى. كان هناك صوت غريب، صوت خرير، يشبه صوت الماء المتدفق في أعماق بئر، يأتي من داخلي، من أعماق كياني.

اندفعت نحو المرآة، أبحث عن أي دليل، عن أي تفسير لما يحدث. نظرت في انعكاسي، فرأيت شيئًا جعلني أرتجف من الأعماق، شيئًا كاد أن يوقف أنفاسي. عيني في المرآة تحركت، تحولت نظرتها، قبل أن تتحرك عيني أنا. وكأن انعكاسي له حياة خاصة به، حياة مستقلة عني. رفعت يدي المرتعشة لألمس جفني، فشعرت بحرارة تحرق جلدي، وكأنني ألمس جمرًا متقدًا. دفعت قميصي عن ظهري، وفي تلك اللحظة تجمد الدم في عروقي. الرسم الذي قالت رغد إنه "زهرة حنّاء" قد تغيّر تمامًا. لم تكن وردة بريئة، بل طلاسم معقدة، غريبة، نقشت كأنها حُفرت داخل جلدي. كانت تلمع بضوء خافت، وتنبض. ليس بنبض الحياة الطبيعي، بل بشيء آخر، بنبض مظلم يوحي بوجود كيان غريب يتغذى من جسدي.

قبل أن أستوعب هول ما رأيته، انطفأ الضوء فجأة، تاركًا الغرفة في ظلام دامس. عمّ السكون المكان، سكونٌ ثقيل، مخيف، وكأن العالم قد حبس أنفاسه. شعرت بأنفاسٍ باردة خلفي، تلامس رقبتي. استدرتُ ببطء، قلبي يكاد يخرج من ضلوعي… لا أحد. ولكن في المرآة، في الظلام الخافت الذي يلف الغرفة، لم أكن وحدي. خلفي كان ظل غامق، بلا ملامح واضحة، يقترب ببطء من رقبتي، وكأنه يهمس باسمي. صرخت صرخة مكتومة، لم أستطع إطلاقها كاملة من حلقي الذي انقبض رعبًا.

فجأة، رن الهاتف. كان ياسين. "أين أنت؟" قلت بصوت مخنوق، بالكاد أستطيع الكلام. "أنا في الطريق إليكِ… لا تفتحي لأي أحد غيري." كلمات ياسين لم تطمئنني، بل زادت من ريبي. "لم أطلب منك المجيء!" قلت، لكن الخط انقطع فجأة، وكأن قوة خفية فصلت بيننا. مرت الدقائق كأنها ساعات، كل ثانية تمر كانت أطول من سابقتها. ثم سمعت طرقًا على الباب، طرقًا قوية، متتالية. كان صوته، صوت ياسين، يناديني. فتحت الباب، نظرت إليه، وجحظت عيناه من الصدمة. "ما الذي حدث لكِ؟ عيناكِ… لونها مائل إلى السواد! كأنها بقع حبر منتشرة." ثم قال بصوت أكثر جدية، وعيناه مثبتتان على وجهي: "أريني ظهرك."

أريته ظهري، فتراجع خطوة، وكأن رؤية النقوش أصابته بصدمة أكبر من رؤية عيني. "لقد رأيت مثل هذا النقش من قبل… في كتاب قديم يعود لإحدى الطقوس الممنوعة لاستحضار الأرواح." تراجعت أنا أيضًا، أشعر بالارتجاف يسري في عظامي: "ما الذي أخبرتك به رغد؟ لا تكذب عليّ، قل لي الحقيقة كاملة." قال ببطء، وكأن كل كلمة تخرج منه بصعوبة: "قالت إن الحنّاء لحمايتك من الحسد… لكنني الآن لا أصدق أي كلمة منها. كل شيء يحدث لكِ يوحي بالخطر، لا بالحماية."

قررنا أن نذهب إلى امرأة عجوز، يُقال إنها تحفظ علوم الأرواح القديمة، وتعيش في بيت متهالك وسط الخراب. وصلنا إلى منزلها، وكانت الأجواء هناك أكثر قتامة مما تخيلت. حين رأتني، شهقت شهقة خافتة، وكأنها رأت شيئًا لا يصدق، شيئًا يتجاوز الفهم البشري. "من رسم لكِ هذا الطلسم كان يقصد شيئًا أعظم من الموت… لقد ربط روحكِ بالعالم الآخر، بالعوالم الخفية التي لا يجب أن تتداخل مع عالمنا." قلتُ بصوت خافت، يكاد يكون همسًا: "ومن الذي يستطيع أن يفعل هذا؟ من يمتلك هذه المعرفة المظلمة؟" قالت بصوت أجوف، وكأن الرياح تتكلم من جوفها: "امرأة تعرفكِ حق المعرفة… وتحمل في قلبها ظلال الغيرة السوداء… وتملك معرفةً لا يجب أن تملكها، معرفة بالطلاسم التي تفتح الأبواب بين العوالم."

في طريق العودة، في سيارة ياسين، الصمت الثقيل كان يخيم علينا، لا شيء سوى صوت أنفاسنا المتسارعة. قال ياسين فجأة، وكأن ذكرى قديمة قد عادت إلى ذهنه: "رغد… قالت لي مرة إن الحنّاء تكشف الروح الحقيقية للإنسان." كلماته اخترقت قلبي، وكأنها تزرع بذرة جديدة من الشك والرعب. عندما دخلنا غرفتها، لم تكن هناك. لكننا وجدنا دفترًا أسود، قديمًا، عليه نقوش غريبة، تشبه تمامًا الطلسم الذي حُفر على ظهري. فتحت ياسين الدفتر، ووجدنا على الصفحة الأولى كلمات مكتوبة بخط يد رغد، كلمات كانت كفيلة بتحويل قلبي إلى كتلة من الجليد: "اليوم الأول: التحول يبدأ من العين. اليوم الثاني: الحواس تتداخل. اليوم الثالث: الروح تُستدعى. اليوم الرابع: الاختفاء الأبدي."

لم نتمكن من استيعاب ما قرأناه، حتى انفتح الباب فجأة. كانت رغد واقفة في المدخل، عيناها تلمعان في الظلام، وعينها اليسرى تنبض وكأنها تحمل نارًا داخلها، نارًا غريبة، غير بشرية. قالت بصوت هادئ، لكنه يحمل نبرة تهديد خفية: "لماذا فتحتما دفتري؟" قال ياسين بصوت مرتجف، لكنه تحول إلى نبرة حادة مليئة بالغضب: "ما هذا؟ ما الذي كنتِ تحاولين فعله؟" ضحكت رغد ضحكة غريبة، ضحكة خالية من أي دفء بشري، وكأنها قادمة من عالم آخر. "كنتُ أبحث عن السلام… لكن السلام لا يأتي إلا عندما تختفي من تُشعل النور في عتمتي." ثم بدأت تتكلم بلغة لا تشبه لغة البشر، لسانها تبدل، وصوتها أصبح مزدوجًا، وكأن كائنين يتحدثان من فم واحد. الجدران اهتزت بعنف، والمرآة الموجودة في الغرفة تشققت من منتصفها، وخرج منها دخان أسود كثيف، يملأ المكان برائحة الاحتراق.

جريت نحو الباب، محاولة الهروب من هذا المشهد المرعب، لكن الباب أغلق وحده بقوة، وكأن قوة خفية قد تحكمت به. قال ياسين بصوت عالٍ، مليء باليأس: "علينا الخروج فورًا! هذا ليس عالمنا!" شق طريقه بقوة، وحطم الباب الذي كان مغلقًا بإحكام، وانطلقنا نجري بأقصى سرعة ممكنة، لا نعرف إلى أين نذهب، فقط نريد الهروب من هذا الكابوس. لم يكن أمامنا سوى خيار واحد، أن نذهب إلى الشيخ عبد الملك، أحد العارفين بأسرار "السحر الأسود" والروحانيات، الذي كان معروفًا بقدرته على التعامل مع هذه الأمور.

حين رآني، قال دون أن نسأل، وكأنه يقرأ في عيني كل ما حدث: "لقد تأخرتم… الطلسم تجاوز مرحلة التفعيل، وبدأ يتغلغل في روحك." بدأ الشيخ عبد الملك بقراءة آيات بصوته العميق، الغاضب، وكأن كل آية هي سيف يقطع الظلام. كلما تلى آية، كانت الرؤية من حولي تضطرب، تتشوه، وكأنني أرى العالم من خلال ضباب كثيف. رأيت نفسي معلقة في مكان مظلم، لا نهاية له، تسمع صرخات لا تتوقف، صرخات أرواح معذبة. رأيت وجهي في المرآة، لكنه لم يكن وجهي. كان وجهًا مشوهًا، مخيفًا، غريبًا، وكأن كائنًا آخر يسكن جسدي. صرخت بأعلى صوتي، شعرت بأن جلدي يتمزق، وبدأ الدخان الأسود يتصاعد من ظهري، من مكان الطلسم. الشيخ عبد الملك قال بصوت قاطع، حاسم: "الروح كانت على وشك أن تُسحب إلى البُعد الآخر… لكن الدعاء كسر الرابط، وأعادها إليكِ."

استيقظت على وقع أنفاسي المتسارعة. كان كل شيء ساكنًا حولي. ياسين كان يبكي بصمت، والشيخ منهك، بالكاد يستطيع الكلام. قال بصوت متعب، مرهق: "لقد نُقِشَت لعنة موت… لكنها لم تكتمل. لكنها… لم تنتهِ تمامًا." مرت الأيام ثقيلة، بطيئة. اختفت رغد، لم يجد لها أحد أثرًا. لكن الأغرب… أنني، كل ليلة، حين أنظر إلى المرآة قبل النوم… أرى في عيني انعكاس ظلٍّ لا ينتمي إليّ، ظل غريب، وكأنه يراقبني من الأعماق. وأسمع، بصوت خافت، همسات تعود من جديد، همسات لا يفهمها عقلي، لكن قلبي يرتجف منها رعبًا. هل الطلسم انتهى حقًا؟ أم أن هناك شيئًا ينتظر اللحظة الأخيرة، اللحظة التي تضعف فيها روحي، ليكتمل وينتصر؟ هل أنا حرة حقًا، أم أنني ما زلت مربوطة بذلك العالم الآخر، بانتظار لحظة الاختفاء الأبدي؟

الخاتمة :

تظل تجربة أربعة أيام من السحر الأسود لعنة تلاحق من اقترب من ذلك الطلسم.
اختفاء الروح ليس مجرد وصف مجازي، بل حالة غريبة عاشها البعض عند تداخل العوالم الخفية مع عالمنا.
هذه القصة تترك خلفها تساؤلات مرعبة حول حقيقة الطلاسم، وتأثيرها العميق على النفس والجسد.
وفي النهاية، تبقى قصص السحر واللعنات بابًا مفتوحًا نحو عالم غير مرئي... عالم لا يرحم من يطرق بابه بفضول.

هل ترى النهاية مطمئنة أم ما زالت هناك عينٌ أخرى تراقب من خلف الزجاج؟ ولا تنسَ أن الحكايات الحقيقية… لا تنتهي أبداً.

إذا كنت من محبي القصص المرعبة والغامضة، ندعوك لتصفح المزيد من قصص الرعب النفسي. ولتجربة رعب فريدة أخرى، لا تفوت قراءة قصتنا الشيقة: "نهاية الأسبوع الأخيرة: أسطورة كوخ الغابة والدمى المعلقة".



📌 جميع القصص والصور المنشورة في الممر 404 | أصوات خلف النص هي أعمال حصرية. لا يُسمح بنسخ أو إعادة نشر أي محتوى دون إذن خطي مسبق. لمزيد من المعلومات يمكنك الاطلاع على شروط الاستخدام.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال