اختفاء غامض لطفل صغير يهز حيًا هادئًا ويدفع الجميع للبحث بلا جدوى. قصة من قصص الرعب الغامضة والمشوّقة تنكشف خيوطها ببطء لتقود إلى نهاية صادمة لم يتوقعها أحد.
في صباح باكر رمادي، خرجت امرأة إلى الشارع وهي تحمل بين يديها صورة قديمة لصبي صغير. عيناها كانتا محمرتين من قلة النوم، وصوتها متهدج بالكاد يُسمع وهي تطرق أبواب الجيران واحداً تلو الآخر.
"هل رأيت ابني؟" سألت بصوت يملأه اليأس.
هز الرجل العجوز الذي يسكن في المنزل المجاور رأسه وقال بأسف: "لم أره منذ أيام، هل كل شيء على ما يرام؟"
لكن كل شيء لم يكن على ما يرام. الطفل، الذي لم يتجاوز الثامنة من عمره، اختفى دون أثر. ترك خلفه سريره مرتباً، حقيبته المدرسية في مكانها، وحذاءه الصغير بجانب الباب. لم يكن هناك أي دليل يشير إلى وجهته، وكأن الأرض ابتلعته.
الحي كان هادئاً دائماً، لا يصدق سكانه أن شيئاً بهذه البشاعة يمكن أن يحدث في قلبه. لكن الأم لم تيأس. طرقت كل باب، سألت كل مار، وعندما لم تجد إجابة، توجهت إلى مركز الشرطة.
"هل رأيت ابني؟" سألت الضابط خلف المكتب.
أخذ الضابط صورتها بهدوء، وعدها بأن يفعل كل ما بوسعه. بدأت الشرطة حملة بحث واسعة شملت تفتيش المنازل، تفحص كاميرات المراقبة، اقتحام المباني المهجورة، ومشط الحقول والغابات المجاورة. تم توزيع صور الطفل على نطاق واسع. ظهرت صورته في نشرات الأخبار، على أعمدة الإنارة، داخل المحطات، وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوانٍ واحد: "طفل مفقود، الرجاء المساعدة".
الأم كانت تستيقظ كل صباح قبل شروق الشمس، تحمل رزمة من الملصقات وتبدأ جولتها المعتادة. في الشوارع، على جدران المحال، على حافلات المدارس، في كل زاوية كتبت بخطٍ واضح: "هل رأيت ابني؟"
الجيران بدؤوا يشعرون بالذعر، وبدأت الشائعات تنتشر.
"ربما تم اختطافه"،
"ربما هرب"،
"هل كان يلقى معاملة سيئة في البيت؟"
أسئلة كثيرة، لكن بلا أجوبة.
مرت أسابيع دون أي أثر. لا شهود، لا أدلة، لا مكالمات تطلب فدية. وكأن الطفل قد تبخر. الشرطة أنشأت غرفة عمليات خاصة وأدخلت محققين جنائيين متخصصين في حالات الاختفاء الغامض. استعانوا بالكلاب البوليسية، واستخدموا تقنيات البحث الحراري، وحتى الغواصين لتفتيش مجرى النهر القريب.
وفي إحدى الليالي، أثناء مراجعة لقطات كاميرات المراقبة، اكتشف أحد المحققين تفصيلاً غريباً: الأم، التي ادّعت أنها كانت في المطبخ وقت اختفاء ابنها، ظهرت في مقطعٍ وهي تخرج من المنزل عند منتصف الليل، وهي تجرّ شيئًا مغطى ببطانية ثقيلة نحو سيارتها. الصورة كانت مظلمة وغير واضحة، لكنها كانت كافية لإثارة الشك.
استُدعيت الأم للاستجواب مرة أخرى. بدت هادئة، بل أكثر من اللازم. أجابت على الأسئلة ببرود غريب، وكأنها تحفظ الإجابات مسبقًا.
عندما سألها المحقق عن تلك الليلة، تلعثمت للحظة. ثم قالت:
"ذهبت لرمي بعض القمامة... كنت أرتب المنزل استعداداً لوصول الشرطة في اليوم التالي."
لكن القمامة لم تكن موجودة في الحاوية. وبعد تقاطع إفادات الجيران، بدأت صورة أخرى تتشكل.
إحدى الجارات، العجوز التي تعيش في نهاية الشارع، قالت للمحققين:
"في تلك الليلة، سمعت صوت صراخ مكتوم... لم أفتح النافذة، كنت خائفة."
دفع هذا التصريح الشرطة إلى تفتيش المنزل من جديد، لكن هذه المرة بمذكرة رسمية وبمعدات متقدمة.
في قبو البيت، خلف رف من العلب القديمة، عثر المحققون على بقايا قماش مليء ببقع داكنة. بعد الفحص، تبين أنها دماء مطابقة للحمض النووي للطفل المفقود. وفي حديقة المنزل الخلفية، وتحت شجرة مهجورة، كانت النهاية المروعة: تم العثور على بقايا جثة ملفوفة بكيس أسود مدفون بعمق.
انهار الحي بأكمله من الصدمة. كيف يمكن أن تفعل أم ذلك بابنها؟ كيف استطاعت التمثيل كل تلك الأسابيع؟ كيف كانت تبتسم بعد كل زيارة لمركز الشرطة وتسأل بتكرار بارد: "هل رأيت ابني؟"
في التحقيقات، تبيّن أن الأم كانت تعاني من اضطراب نفسي غير مشخص، تفاقم بسبب الوحدة والضغوط المالية. لم تكن تنوي القتل، حسب ما زعمت لاحقاً. لكنها فقدت أعصابها ذات ليلة، وارتكبت ما لا يمكن إصلاحه.
الطفل، ضحية غضب لحظي.
الأم، قاتلة متنكرة بثوب الحزن.
قصة اختفاء الطفل أصبحت حديث الإعلام، وتحولت إلى وثائقي شهير بعنوان: "هل رأيت ابني؟ – وجه الأم القاتلة"
وحين طُلب من أحد الضباط بعد سنوات وصف أكثر ما بقي عالقًا في ذهنه، قال:
"تلك الابتسامة في وجهها بعد كل زيارة... كانت تعلم أننا لن نجده. لأنه لم يكن مفقودًا... بل مدفونًا."
لكن في النهاية، يبقى سؤال واحد بلا إجابة...
كم من الوجوه البريئة تخفي وراءها ظلالًا مظلمة؟
وكم من الجرائم تمرّ بيننا في صمت لأننا لا نريد أن نصدق الحقيقة؟
ما رأيك؟
هل توقعت النهاية؟
هل تعتقد أن الأم كانت مذنبة فعلاً... أم أن هناك ما هو أعمق مما رأيناه؟
👇 اكتب رأيك في التعليقات الآن
نحن نقرأ كل تعليق — وقد نختار أفضل تحليل لننشره في المقال القادم.
📌 اذا أعجبتك القصة؟
شاركها مع أصدقائك المهتمين بقصص الرعب الغامضة المليئة بالغموض والرعب كقصة من منهما كان الشبح بعد الحادث؟ .