في ليلة ممطرة وعاصفة، تتعرض فتاة ووالدها لحادث سيارة غامض على طريق مهجور، لكن ما يبدأ كحادث عادي يتحول إلى تجربة مرعبة. قصة رعب نفسية غامضة مليئة بالتوتر والإثارة، هل أنت مستعد لتدخل عالم قصص الرعب الغامضة والرعب النفسي حيث لا يمكن الوثوق بأي شيء تراه أو تسمعه؟ تابع معنا لتكتشف تفاصيل تلك الليلة التي غيرت كل شيء.
في ليلةٍ مطرية مظلمة، وبينما غطّى الضباب طريقًا ريفيًا مهجورًا بالكاد يعرفه أحد، كانت سيارة رمادية اللون تشق طريقها بتثاقل عبر الانعطافات الحادة. خلف عجلة القيادة جلس رجل خمسيني، وجهه متعب، وعيناه مثقلتان بالقلق. بجانبه، ابنته ذات الخمسة عشر ربيعًا، كانت تضع رأسها على النافذة وتراقب قطرات المطر تتسابق على الزجاج. كانت الرحلة عودة من المستشفى، حيث قضوا اليوم بأكمله بجوار والدة الفتاة، التي كانت ترقد هناك منذ أسابيع.
الهدوء المريب لم يُكسر إلا بصوت المطر المنتظم، وضربات المساحات على الزجاج الأمامي. بدأت الفتاة تغفو بينما والدها يركز نظره على الطريق الزلق. فجأة، دوى صوت انفجار مدوٍّ، تبعه اهتزاز عنيف جعل السيارة تنحرف بقوة إلى اليمين. صرخ الأب وحاول السيطرة على المقود، لكن السيارة انزلقت وارتطمت بجدار حجري على جانب الطريق، لتتوقف بعد لحظة في صمت مطبق، لا يُسمع فيه سوى صوت المطر الذي لم يتوقف.
شهقت الفتاة واستفاقت بفزع، بينما أدار والدها رأسه إليها بتوتر: "هل أنتِ بخير؟"
هزّت رأسها ببطء، ما تزال تحت تأثير الصدمة، بينما نزل الأب ليفحص السيارة تحت المطر. المصابيح الأمامية المتبقية كانت تضيء قليلاً الحائط المبلل، وكأنها تلقي بضوء بارد على مشهد خفي. كانت الإطارات الأمامية ممزقة، والحاجز الأيمن منهار. تنهد الرجل وقال، وهو يلوّح بيده: "يبدو أننا صدمنا شيئًا. لا يمكن أن تنفجر الإطارات هكذا فجأة... لكن لا تقلقي، السيارة ما زالت سليمة إلى حد ما."
سألته الفتاة بصوت متقطع، "هل يمكنك إصلاحها؟"
أجاب وهو يحاول إبقاء صوته هادئًا: "للأسف، هناك عجلة احتياطية واحدة فقط. سأضطر للعودة سيرًا للمدينة وأجد أحدًا ليساعدنا. لن أتأخر."
ترددت، وعيناها تمتلئان خوفًا: "لكن... لا تذهب بعيدًا... أرجوك."
ابتسم لها، بعينين تخفيان بدورهما الخوف: "ابقِ داخل السيارة. سأعود سريعًا." أغلق الباب، وابتعد في الظلام، تحت وابل المطر.
بدأت الدقائق تتحول إلى ساعة، وكل دقيقة تمر كانت أشبه بساعة أخرى. الفتاة جلست في المقعد الأمامي، تحدّق إلى المرايا، إلى الطريق، إلى الظلام الكثيف الذي لا يخترقه سوى ومضات برق مفاجئة.
في إحدى تلك الومضات، رأت شيئًا... شخصًا. في البداية، ظنت أنه والدها، لكنه لم يكن يمشي بالطريقة نفسها. اقترب، خطوة بخطوة، ثقيلة وهادئة بشكل مزعج. كان رجلاً ضخم الجثة، يرتدي ملابس قديمة مبللة بالطين، وله لحية كثيفة ووجه شاحب. كان يحمل شيئًا كبيرًا في يده... بدا كأنه يتأرجح.
تسارعت دقات قلبها. انتقلت بسرعة لتغلق أبواب السيارة، واحدة تلو الأخرى، ثم انتقلت إلى المقعد الخلفي وأغلقت البابين الخلفيين وهي ترتجف. حين رفعت رأسها، كان الرجل قد توقف خارج السيارة، يحدق بها، وجهه لا يظهر سوى عبر ومضات البرق. لكنها رأت ما بيده اليمنى.
سكين جزار. كبيرة. دامية.
ثم، رفع يده اليسرى.
صرخت الفتاة، صرخة مزقت الليل، ورجّت المقصورة. كان يحمل رأس والدها. ملامحه مشوهة بالرعب، وعيناه مفتوحتان على اتساعهما. كانت تلك اللحظة خارجة عن الواقع، كأن الزمن توقف، كأن المطر اختفى، ولم يبقَ إلا وجه والدها وجنون الرجل الآخر.
حاولت الصراخ مرة أخرى، لكنها لم تجد صوتها. جلست في زاوية المقعد الخلفي، ترتجف، عيناها تراقبان الرجل الذي بدأ يبتسم ابتسامة مشوهة، وهو ينظر إليها بعينين فارغتين إلا من الجنون والدماء.
ثم فجأة، مد يده إلى جيبه... أخرج مفاتيح السيارة. رفعها ببطء، ونقر بها على الزجاج.
في لحظة من لحظات الرعب المتجمّد، تذكرت الفتاة لحظة طفولية، حين كانت في المقعد الخلفي ذاته، تغني مع والدها في الطريق وهم عائدون من نزهة. كان صوته دافئًا، وكان يشعرها بالأمان. تذكرت كيف أخبرها مرة أن "الخوف لا يقتل، لكن الثقة الزائدة قد تفعل."
ربما كانت هذه اللحظة هي الدرس النهائي. العالم لا يمنح ضمانات.
تقول الشرطة في تقريرها إنهم عثروا على السيارة بعد يومين، في نفس المكان، مغلقة بإحكام. ولم يكن هناك أي أثر للفتاة أو والدها. لا دماء، لا جثة، ولا حتى آثار أقدام في الطين.
ولكن السكان المحليين، أولئك القلائل الذين ما زالوا يمرون من الطريق القديم، يقسمون أنهم يرون أحيانًا ضوءًا خافتًا داخل سيارة متروكة عند الجدار، وأنهم يسمعون طرقًا خفيفًا على الزجاج، مع صدى مفتاح يُنقَر به على النافذة.
إذا مررت هناك يومًا، لا تتوقف. ولا تفتح الباب لأي طارق، مهما بدا مألوفًا.
إذا أعجبتك هذه القصة وكنت تود قراءة المزيد من القصص النفسية والرعب الغامض الجناح رقم صفر، فتصفّح أقسام قصص الرعب الغامضة وقصص الرعب النفسية على مدونتنا، ولا تنسَ أن تترك تعليقك حول تفسيرك لما حدث في تلك الليلة.